vendredi 16 mars 2012

هزيمة مدوّية للإسلاميين في انتخابات المجالس العلمية



تكبّد الإسلاميون في تونس هزيمة ثقيلة في انتخابات المجالس العلمية التي جرت الخميس في جميع الكليّات التونسية. ولم يتحصّل المنتمون إلى الفصيل الطلابي لحركة النهضة الإسلامية سوى على عدد ضئيل من المقاعد من  بين 484 مقعدا في 191 مؤسسة جامعية في جميع المحافظات التونسية في حين آلت غالبية المقاعد إلى مرشّحي الإتّحاد العام لطلبة تونس
وأكّد الأمين العام للاتّحاد العام لطلبة تونس عزّ الدين زعتور أنّ "الاتحاد تمكن من تحقيق فوز باهر في جميع المؤسسات الجامعية التي ترشّح فيها".
وقال، في تصريح إذاعي "الاتحاد حقق اليوم انتصارا تاريخي ضد طلبة الحزب الحاكم (النهضة) حيث تمكنوا من اكتساح اغلب المؤسسات الجامعية وبالخصوص الجامعات الكبرى مثل كليات الطب والهندسة والآداب والصحافة على الرغم من انعدام الدعم المادي ووسائل التأثير على الطلبة التي استعملها غيرهم من المنافسين".
كما أوضح أنّه للمرّة الأولى يختار الطلبة بكل حرية ومن دون وصاية الجهاز النقابي الذي يمثلهم بعد عشرات السنين من القمع".
ومقابل ذلك، لم يصدر أي تعليق رسمي لـ "الاتّحاد العام التونسي للطلبة" (إسلامي) عن النتائج الأوّلية التي تؤكّد خسارتهم، لكن العديد من أنصار هذا الفصيل الطلابي أكّدوا أنّ "مهما كانت النتيجة فإنّ الاسلاميين فائزون لأنهم بكل بساطة مروّا من مرحلة الإقصاء الكلي إلي أخذ مكان في الساحة النقابية الطلابية".
وكان النظام السابق يُجنّد طاقات بشرية وماديّة ضخمة جدّا من أجل فوزه في هذه الانتخابات التي تُجرى كلّ سنة في الجامعات التونسية والتي ينتخب خلالها الطلبة ممثلوهم في المجالس العلمية التي تسهر على تسيير الكليّات والجامعات".
ومن جانبها، قالت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، "إنّ هذه الانتخابات ناجحة"، وأوضحت في بلاغ أصدرته مساء الخميس، "أن جميع الأطراف من طلبة وأساتذة وإداريين وعمال تضافرت  جهودهم لإنجاح هذه العملية الأولى من نوعها بعد ثورة الحرية والكرامة".
وقالت الوزارة إنّ "الانتخابات جرت في جو من التنافس النزيه  والشفافية ودون تجاوزات تذكر"، مثمنة "وعي ودرجة مسؤولية الطلبة  بالخصوص الذين ساهموا في إنجاح هذا العرس الديمقراطي بالجامعة".
كما أكّدت انه من منظورها "لا وجود لغالب ولا لمغلوب في هذه الانتخابات وأنها ستتعامل مع الفائزين كممثلين لجميع الطلبة".
ويرى مراقبون أنّ هذه "النتائج الأولية تعكس احتقان الشعب التونسي من الحزب الحاكم وتفيد أن حركة النهضة عاجزة عن إقناع النخب التونسية بأفكارها".
يُذكر أن الجامعات التونسية تعيش منذ انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي احتقانا كبيرا نتيجة "رغبة العديد من المجموعات الإسلامية على فرض أفكارها ورؤاها السياسية، ومن شأن هذه النتيجة أن تحسم الجدل الدائر في كليّة الآداب والفنون والإنسانيات، إحدى أكبر الكليات التونسية، حول "حقّ المنقّبات في الدراسة" خاصّة وأنّ هذه الكليّة تشهد اضطرابات متواصلة منذ أشهر.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire