vendredi 16 mars 2012

بن سالم: اليسار الجامعي يتحرك وفق اجندة



شهدت الجامعة التونسية أمس انتخابات داخلية لتمثيل الطلبة في المجالس العلمية وجمع ميدان المنافسة الاتحادين، الاتحاد العام لطلبة تونس (
UGET ) و الاتحاد العام التونسي للطلبة (UGTE ) الفصيل التابع لحركة النهضة العائد من جديد الى الحراك الطلابي الى جانب عدد من المستقلين.
وأتت هذه الانتخابات بعد أيام قليلة من عودة التوتر الى كلية آداب منوبة وكانت الأطراف اليسارية في الجامعة التونسية عارضة خوض المعترك الانتخابي في ظل هذا الصراع الفكري.
وفيما يلي نصّ الحديث مع وزير التعليم العالي السيد منصف بن سالم.

. الحكومة دائما ما تؤكد أنها على بيّنة بأنّ ما يجري في كلية آداب منوبة مقصود، لماذا لم تحسم الأمر واكتفت بتوجيه الاتهامات؟
.. الحكومة على علم بكل الأطراف التي تقف وراء الاعتصام في كل القطاعات دون استثناء وهي التي تقرر متى تأخذ قراراتها في مثل هذه المسائل لأنها حكومة ائتلاف ومن يحكم فيها هم ثلاثة أحزاب.
لكن قانونيا فإن التسيير الداخلي للكلية موكول للعميد والمجلس العلمي والأساتذة وليس للوزارة أو الحكومة ويبقى تدخل سلطة الإشراف استثنائيا مثلا عند توّقف الدروس أو أثناء احتلال المعتصمين مقر العمادة.
وكان من الأجدر لو عالج المجلس العلمي المسالة بطريقة سلسة حتى لا تصبح الكلية مرتعا للصراعات السياسية وهذا الدور موكول الى الأساتذة وليس للوزارة.
. يعني ان التنوع الحزبي في الحكومة هو الذي حال دون توصلها الى قرارات حاسمة ومناسبة؟
.. لا، بالعكس الاختلاف الحزبي لم يبرز في حكومة «الترويكا» وشخصيا لا افرق بين الوزير الفلاني أو الفلتاني وهل هو تابع لهذا الحزب أو ذاك.
. لماذا كلية آداب منوبة دون 192 مؤسسة جامعية وأخرى في تونس؟
.. سؤال محيّر، لكن لو توفرت النوايا الحسنة لانتهت أزمة الكلية بل هناك تصعيد وترويج الى سنة بيضاء دون أن نجد ملامح حقيقية تدفع الى القول أن السنة الجامعية ستكون بيضاء في حين أنّ الأزمة انحصرت في كلية آداب منوبة أمّا جميع المنابر العلمية فهي تدرس بصفة عادية ودون أيّة تعطيلات.
لكن ما يمكن قوله هو أن من يلوح بـ «سنة بيضاء» هو الذي يخطط لذلك وإلا ما كان ليروّج الى مثل هذا.
زيادة على انه يجري تصدير عدوى كلية آداب منوبة الى جامعات أخرى وأنا على يقين انه لن يسكت عن هذا لان الجامعة هي الثمرة الحقيقية التي أنتجها الشعب التونسي وليست محصورة في فكر معيّن ولن تكون حكرا على مجموعة دون أخرى.
. ألا ترى أنّ الأزمة تحولت الى معركة إعلامية بين الوزير والعميد ؟
.. لا علاقة لي بالعميد ولم ألقه إلا مرّة واحدة خلال اجتماع المجلس العلمي لكن اعتبره أخطأ في إدارة الكلية لان مسألة النقاب طرحت في عديد الجامعات ولكن بتوفر النوايا الحسنة حلت هذه المسائل.
وكان من الممكن التعامل مع النقاب مثلما كان نظام بن علي يتعامل مع الحجاب على انه لباس طائفي لكن اخذ صبغة سياسية أكثر منها تعليمية.
لكن استغرب أن يتم منع طلبة من الصلاة بعد الثورة فما المشكل ان توفر لهم مصلّى داخل الحرم الجامعي.
. يعني لا ترى مانعا كذلك في توفير «مصلّى» داخل الجامعة للمسيحيين مثلا؟
.. ولم لا إذا كان هناك مسيحيون فلنوّفر لهم كنيسة لكن رغم ذلك تونس دولة مسلمة.
. توجهت نقابة التعليم العالي والاتحاد العام لطلبة تونس بانتقادات إلى الوزارة فيما يتعلق بإجراء انتخابات المجالس العلمية نظرا لتوتر الأوساط الجامعية ما هو تفسيرك لذلك؟
.. لماذا هذا التشكيك فقرار انتخابات المجالس العلمية لم يتخذه الوزير وإنمّا مجلس رؤساء الجامعات زيادة على أن هذه الانتخابات عادة ما تنظّم في الثلاثي الأوّل من السنة الجامعية ولكن تم تأخيرها ستة أشهر وهذا القرار اتخذه مجلس رؤساء الجامعات بعد مشاورات تجاوزت الأربع ساعات فيما بينهم ليتقرر الموعد وهذا ليس قرارا سياسيا بل هو إداري.
. ماذا عن تهديدات الاتحاد العام لطلبة تونس التي رافقت رفضهم موعد 15 مارس لاجراء انتخابات المجالس العلمية؟
..صحيح هددوا بحمام دم ولكننا سنضعهم أمام مسؤولياتهم لان انتخابات المجالس العلمية هي انتخابات عادية وكان من المفروض أن تكون خلال الثلاثي الأول من السنة لكن الخوف من النتائج هو الذي دفعهم الى إعادة حساباتهم.
. ما تشهده الجامعة التونسية الآن هو بداية عودة الى سيناريو الصراع الإيديولوجي بين اليسار واليمين في الثمانينات؟
.. ليس عيبا أن تكون الجامعة مسيّسة لان المنابر العلمية في السبعينات والثمانينات كانت مسيّسة أكثر من الآن وكان هناك اختلاف فكري كبير لكن كان هناك تعايش بين هذه التيارات هذا ما تفتقده الجامعة اليوم.
كما أنبّه إلى أن الجامعة التونسية ملك لأبناء هذا الشعب وهذا الشعب لم يمت بعد ليتمّ القفز على رأيه لان من يرفض الانتخابات ويقوم بإنزال راية البلاد ومن يرفض التعددية فهو يقوم بالقفز على رأي الشعب.
. لماذا طلبت من المجلس التأسيسي حلّ أزمة الكلية؟
.. لجوؤنا إلى «التأسيسي» كهيكل تشريعي اضطراري لان الحكومة تعيش أصعب فترة فهي تعمل بلا دستور وليس لها تفويض في إصدار المراسيم كما كان الحال مع حكومة الباجي قائد السبسي هذا ما صعّب المسألة والمخرج الأسلم هو العودة الى ممثلي الشعب ولو أن ذلك سيأخذ وقتا كبيرا من الزمن في حين أن الحكومة الحالية هي في صراع مع الوقت نظرا لعمرها القصير الذي لا يتجاوز سنة ونصفا.
وهذا جزء كبير من تعطيل الإصلاحات والوعود التي قطعتها الحكومة على الشعب ولكن في اقرب وقت سيحسم أعضاء التأسيسي أزمة الكلية بإصدار قانون يضبط تراتيب العلم داخل الكلية وينظم السلوكيات حتى تجنبنا الخلافات.
. هناك تسريبات تفيد أنّ ابنك أسامة بن سالم هو الذي يقود اعتصام كلية آداب منوبة؟
..غير صحيح هناك صور على المواقع الاجتماعية لشاب روّج على انه ابني الذي يقود الاعتصام وأريد بذلك تشويه صورتي، واحمّل المسؤولية التاريخية الى من تعمد هذا التزييف المفضوح.
ابني كان نائبا عن الطلبة في كلية العلوم وعضو في لجنة المصالحة وكان يقف على نفس المسافة بين العميد والطلبة وبعد تعييني على رأس الوزارة أمرته بعدم التدخل وبعد التشويه الذي لحقه أصرّ على رفع قضية ضد مجلة الكترونية نشرت الصورة والخبر.
. إلى أين وصلت الأبحاث حول مرتكب جريمة إنزال راية الوطن؟
.. الأبحاث جارية إلى الآن وعند القبض عليه سيحاسب.
. زعيم السلفيين أعلن عن إمكانية تأسيس فصيل طلابي سلفي لان ليس له ثقة في الاتحاديين الحاليين ومهم اتحاد حركة النهضة هل ستسمحون بذلك ؟
.. لهم الحرية في بعث فصيل طلابي سلفي ولكن يجب الابتعاد عن تكفير الآخر والعنف
.الصباح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire