mercredi 21 mars 2012

في لقاء انفرادي دام ساعتين : أيّة «ملفات» عرضها العريّض على حمّة الهمامي؟

تونس ـ «الشروق»
علمت «الشروق» أنّ وزير الداخليّة السيّد علي العريّض التقى أوّل أمس الاثنين بالأمين العام لحزب العمّال الشيوعي التونسي السيّد حمّة الهمامي بمقر الوزارة.

وذكرت مصادر مطّلعة لـ«الشروق» أنّ اللقاء تمّ بشكل انفرادي بين الرجلين ودام أكثر من ساعتين ، ولئن لم تتسرّب أيّة أخبار عن فحوى هذا اللقاء فإنّ إحجام أيّ من الطرفين عن ذكر تفاصيل عن اللقاء وعن الملفات والمسائل الّتي تمّ استعراضها يُثير العديد من التساؤلات ناهيك وأنّ الأمين العام لحزب العمال لم يتطرّق إلى اللقاء المشار إليه خلال الندوة الصحفيّة الّتي عقدها «مباشرة» إثر انتهاء جلسته المطوّلة مع وزير الداخليّة.

وزارة الداخلية نفسها لم تُعلم الرأي العام بمجريات هذا اللقاء الّذي يأتي في وقت دقيق من مسيرة الثورة والانتقال الديمقراطي على الرغم من أنّ السيّد الوزير قد ألمح خلال حوار تلفزي نهاية الأسبوع الفارط عن عزمه لقاء السيّد حمّة الهمامي.

المتابعون للشأن السياسي والحزبي التونسي وخاصة لخطابات حزب العمال الشيوعي التونسي لاحظوا تحوّلا مهمّا في لهجة حديث قيادة هذا الحزب بدءا من الندوة الصحفيّة التي عقدت مباشرة إثر لقاء وزير الداخليّة ، فلقد أضجى الخطاب داعيا إلى فكر ومقاربة إصلاحيّة منتهية عن الدعوات الرائجة بين لفيف مهم من أطياف المعارضة بضرورة إسقاط الحكومة الحالية بل إنّ حمّة الهمامي الرجل الأوّل في حزب العمال قال أنّ سقوط الحكومة يدخل البلاد في أزمة «حارقة» مطالبا الحكومة بضرورة التحرّك العملي لتكريس أهداف الثورة.

ولئن عبّر الهمامي خلال ندوته الصحفيّة الإثنين عن خشيته الجديّة على مستقبل تونس من السلطة الانتقالية التي قال انها ليست بصدد تكريس أهداف الثورة فإنّه اتّهم أطرافا سياسية في الخفاء «وحتى تحت عنوان المعارضة هي في الحقيقة ليس لها برنامج ولو كانت في السلطة لم تكن لتحقق أهداف الثورة بالعكس كانت ستكرس سياسة لا تختلف عن سياسة الموجودين الآن في السلطة وربما هناك بعض الاختلافات البسيطة والمتمثلة في إعطاء طابع ليبرالي أكثر للسلطة».

بعض المتابعين لم يستبعدوا أن يكون وزير الداخلية قد أطلع السيّد حمّة الهمامي على بعض الملفات «الحارقة» و«الحسّاسة» التي تهمّ الوضع العام في البلاد مع انتشار نظريات المؤامرة وبثّ الفتنة العقائديّة والسعي لتقسيم الشعب التونسي.

يُذكر أنّ الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي كان قد اشتكى مؤخّرا من ملاحقة «الأمن السياسي» له ومن أنّه عرضة لعمليات تنصّت على مكالماته كما أفاد باّنه سعى مرارا للاتصال بوزير الداخليّة لإعلامه ببعض المستجدات والأوضاع إلاّ أنّ مساعيه لم تكلّل بالنجاح.
المصدر:جريدة الشروق بقلم أبو أمان الله-

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire