lundi 19 mars 2012

التضامن الطلابي مع انتفاضة بني بوعياش بالريف

أيقظ صمود بني بوعياش الآمال الشعبية التي اجتهدت الصحافة البورجوازية و إعلام الدولة الرسمي لإخمادها بإضفاء صفة التخريب و الشغب على احتجاجات كل الشعب ،بهدف تشويه غايات حركة النضال و شل تنام الوعي السياسي لديه . إن كل ما سعى النظام المستبد من أجله منذ أعلن المغاربة انضمامهم إلى ركب صيرورة التحرر في مناطق الشرق و الغرب ، لم يكن سوى مغذيا للسخط العارم ضده ،ولن يزيد سوى في تأكيد الخيار الذي بلغته الشعوب الأخرى كلما وقفت اجهزة الحكم ضد مطلبها وحاولت الإلتفاف عليه .إنه خيار الكنس النهائي لمنظومة الحكم ،ولا يهم الثمن.
ولإن سعت الدولة جاهدة بكل أجهزتها على خنق التمردات الشعبية التي أضحت شعلتها تتوقد بشكل مستمر و متزايد سواء كفئات أو كقطاعات ،فارضة عليها الطوق ومسيجة إياها في المحلية  رغبة في وأد روح التضامن النضالي بين الشعب .وجهت ضربات القمع المفرطة لبؤر النضال المؤمنة بأهمية التضامن و الذي من شأنه مركزة وحدة الشعب في مقابل تشتيت وحدة العدو. كان للحركة الطلابية من كل هذا نصيبها أيضا ،فليس هناك من موقع جامعي على الإطلاق لم يكن هدفا لحملات القمع الشرسة المخلفة لعشرات المعتقلين في أوضاع كارثية داخل السجون. هذه نتيجة حثمية أمام كفاحية معارك أوطم  فليس للنظام أي مخرج آخر غير ذلك، لكنها غير مقبولة.
تفننت أجهزة القمع الطبقية بالريف في التنكيل بالشباب الطامح لفرص الشغل ،وعوض فك أزمة البطالة المخيمة على شباب المنطقة واجهت الدولة أحفاد عبد الكريم بالتطويق و المطاردات والإعتقال ،لكنهم و الجماهير الشعبية كانوا مثالا في الصمود و التحدي و المجابهة ،فكانت الإنتفاضة التي أحيت الآمال وأشعلت بعضا من الوقود الخامل في براميل البارود الشعبي و الطلابي .
انخرط الطلاب مع فئات الشعب المغربي في كل محطات نضالها ،فقد كانوا إلى جانب المعطلين وقود انتفاضة تازة واحتجاجات فاس وساهموا مع حركة السكان بأكادير ...،علاوة على أشكال التضامن التي يتحول غالبا بعض منها إلى انتفاضات طلابية حازمة.
موقع وجدة الجامعي ،هب للتضامن ما إن عمت فضيحة النظام _ترسانة قمعية خارقة ،حصار ومطاردات في الجبال، وفي المقابل هزيمة أمام الشباب الأعزل_ في الريف ،إنها فعلا هزيمة أكدت أن الخوف عرضة دوما للهزيمة أمام الإصرار الشعبي .منذ الثلاثاء 13/مارس /2012 وانتفاضة الريف موضوع النقاش و التداول في أوساط الطلاب بالحي الجامعي بوجدة ،فانطلق الطلاب في مظاهرة تضامنية أولى واستمرت التعبئة.
يوم الأربعاء 14/مارس ،على الساعة الرابعة مساء انطلقت مسيرة طلابية من الحي الجامعي في اتجاه الكليات ،لتفاجئ بالتطويق البوليسي قرب ملتقى الطرق المؤدي للكليات ،بهدف محاصرة المظاهرة ومنعها من التقدم .ولأجل ذلك استعمل القمع أساليبه المعهودة في الترهيب والتنكيل إذ حاولت سيارات الشرطة دهس المتظاهرين .كانت النتيجة صدم طالبين تعرض أحدهما لكسر في الرجل و الثاني جروح في الوجه وأخرى بليغة في الجبهة علاوة على حالات الإغماء خصوصا في صفوف الطالبات المشاركات في التظاهرة .لم يكن أمام الطلبة سوى الدفاع عن حقهم المشروع في التظاهر وكذا تحصين أنفسهم من محاولة الإغتيال الجماعي تلك ،فانطلقت المواجهة .طارد البوليس الطلبة بالدراجات في اتجاه الحي الجامعي حيث بدأوا في الإحتشاد من جديد مانعين قوى القمع من التقدم لاقتحام الحي و تدنيس الحرم الجامعي  ،وفي هذه الأثناء تلتحق أفواج من الشباب غير الجامعي من أبناء المنطقة لنصرة الطلبة في المواجهات ،التي استعملت فيها من طرف قوى القمع القنابل المسيلة للدموع ،الكريموجين وكذا المقالع "الحجرية"  واستمرت المواجهات إلى أوقات متأخرة من الليل .
لقد تمكن طلاب موقع وجدة على غرار رفاقهم بموقع أكادير (يومان من الإحتجاجات التضامنية والمواجهات ،لم يستطع فيها القمع برغم ترسانته الرهيبة من بسط سيطرته ، والتجأ إلى إحراق دراجات الطلاب...) من تحصين الحرم الجامعي ، ومن تسجيل موقفه ضد مجزرة النظام في حق أبناء الشعب المغربي في منطقة الريف.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire