يقول فيسك إن ثعلبه قد يكون مخادعا، إلا أنه يدعي أن مرسي قد التقى بالفعل مع أربعة من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، قبيل أربعة أيام من إعلان نتائج الانتخابات، وأنه أبدى موافقته لهم على أداء اليمين للرئاسة أمام المحكمة الدستورية، وليس البرلمان الجديد المنحل، وهو بالضبط ما فعله السبت الماضي.
ويرى فيسك أن خلف هذه الإشاعات معلومة قد تبدو صادمة إذا كانت حقيقية، وهي أن الاستخبارات العسكرية المصرية غاضبة من سلوك بعض أعضاء المجلس العسكري -خاصة الأعضاء الأربعة الذين التقوا مرسي- وأنهم يريدون "ثورة صغيرة" للتخلص من الضباط الذين يتهمونهم بالفساد.
ويوضح أن هؤلاء العسكريين الشباب يطلقون على أنفسهم الضباط الليبراليين، ولكنهم يختلفون عن حركة الضباط الأحرار التي أسقطت نظام حكم الملك فاروق الذي اتهموه بالفساد عام 1952.
ويكمل قائلا إن عددا كبيرا من ضباط الاستخبارات الشباب كانوا متعاطفين جدا مع الثورة المصرية العام الماضي، وإن العديد منهم قد اغتيلوا على أيدي قناصة حكوميين في مظاهرات ميدان التحرير بعد وقت طويل من مغادرة مبارك.
ويرى فيسك أن القاهرة تضج بالحديث عن "الصفقة"، ولدى كل صحيفة مصرية تصورها عن كيفية وصول مرسي إلى الرئاسة، بيد أن أيا منها لم يذهب إلى المدى الذي ذهب إليه ثعلبه، مثل قوله بأن الاستخبارات العسكرية، وكذلك بعض أعضاء المجلس العسكري، يرغبون في إزالة الجنرالات الذين يسيطرون على ثلث الاقتصاد المصري، عبر احتيالات مربحة، من بينها إدارة مراكز تسوق (مولات) كبيرة، وبنوك، وعدد هائل من العقارات.
ويتساءل فيسك أين يقف مرسي من ذلك؟ مستدركا أن حتى ثعلبه المطلع لا يعرف.
ويواصل فيسك جمع إشاعاته متسائلا عن أسباب مغادرة شفيق إلى الإمارات بعد يوم من إعلان نتائج الانتخابات، وأنه قيل إنه ذهب ليؤدي العمرة في السعودية، وأن ثمة حديثا عن قضية مرفوعة في المحكمة ضد شفيق، ترجع إلى عهد مبارك.
ويتحدث عن أن "بلطجية" بملابس مدنية ممن اعتدوا على المتظاهرين في العام الماضي قد استخدموا لمنع المسيحيين من التصويت في بعض القرى المصرية، ويقول إن من المثير هنا أن فاروق سلطان رئيس لجنة الانتخابات قال في معرض مناقشته المخالفات، قبل إعلان النتائج قبل ثمانية أيام، إنه لا يعرف من منع الناخبين في القرى من الوصول إلى مراكز الاقتراع.
كما يتحدث عن احتمال مفاتحة محمد البرادعي لتولي منصب رئيس الوزراء في محاولة لتهدئة الشارع، ولكي تتقدم مصر بخطة اقتصادية إلى صندوق النقد الدولي لاقراضها المال الذي تحتاجه.
وينهي فيسك حكايته الخرافية التي بدت أقرب إلى حكايات كليلة ودمنة وحصاد إشاعاته بإشارة يفهم منها أنه يحاكي مناخ المبالغات السائد في الصحافة والشارع المصري، إذ يخلص إلى القول إن كل ما ذكره هي حكايات إلى حد بعيد، ليست من النوع الذي يمكن إثباته، إلا أن مصر -من وجهة نظره- ليست بلدا يفسح المجال للحقائق الثابتة، مادامت صحافته تبالغ في وصف الأمور كثيرا.
ويقول إن ثمة حقيقة واحدة لا يمكن تجاهلها وهي أن ثعلبه يظهر أثر جرح رصاصة في قدمه الخلفية يرجع إلى نحو عام، لإثبات أنه حيوان ثوري.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire