samedi 17 mars 2012

القبض على من رسم نجمة داوود بمسجد الفتح


في حادثة غريبة أقدم كهل يوم أمس الجمعة وسط العاصمة وبالتحديد أمام جامع الفتح وبعد انتهاء صلاة الجمعة التي يؤمها في العادة وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي، بنحو نصف ساعة، وفي الوقت الذي توجه فيه ألاف المصلين إلى المجلس الوطني التأسيسي للمطالبة بتحكيم الشريعة الإسلامية في الدستور، على رسم نجمة إسرائيل السداسية على الرخامة الحائطية للجامع ثم دخل بسرعة واندس وسط المصلين في محاولة لتمويه بعض الشباب الذين رأوه، ولكنهم لحقوا به وتمكنوا من القبض عليه وحجزوا لديه حقيبة كانت معه وجدوا فيها علبة الدهن المضغوطة التي رسم بها ز س.
كثير من الشباب الذين كانوا في المكان بسبب هذه الفعلة ولما باتت تمثله هذه النجمة اليوم والتي تتوسط علم الكيان الصهيوني، من استفزاز قوي للمشاعر الدينية والقومية، إلا أن الحاضرين التفوا به وحاوروه بالحسنى حتى يعرفوا منه سبب إقدامه على هذا الصنيع خاصة أن الرجل في الخمسينات من عمره. ولكن المتهم التزم الصمت وأخذ يردد بعض آيات القرآن ويقول بأن الساعة قد قربت؟
في الأثناء كثر عدد الحاضرين والفضوليين بالمكان وحاول البعض استجوابه بالقوة ليعلموا من يقف وراء هذا العمل الاستفزازي خاصة في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه البلاد بزوبعة سياسية وإيديولوجية ومحاولات كثيرة لبذر الفتنة بين مختلف مكونات المجتمع التونسي.
وبعد وقت قصير حل بالمكان أعوان الأمن الوطني وعدد من سيارات الشرطة، الذين تمكنوا بصعوبة من افتكاك الرجل من أيدي المصلين ووضعوه بالسيارة وأخذوه إلى مركز الإيقاف للتحقيق معه.
ويذكر أن عددا من الشباب ارتموا على سيارات الشرطة في محاولة لمنع نقل صاحب الفعلة ورافق عدد منهم السيارة التي قامت بنقل المتهم وكانوا في حالة هيجان بسبب ما وصفوه اعتداء على بيت الله واستفزازا للمشاعر الدينية.
وبغض النضر عن حيثيات هذه الحادثة إلا أنها تعد سابقة في بلادنا خاصة بعد الثورة وبالشكل المذكور وخاصة في هذه المرحلة التي تعددت فيها الجرائم والتجاوزات الأمنية الخطيرة والغامضة على غرار أحداث بئر علي بن خليفة ومقتل الشيخ لطفي القلال وأحداث منوبة وغيرها.. ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه في هذا الإطار لماذا أقدم هذا الشخص على رسم نجمة إسرائيل على حائط جامع الفتح؟ وهل يوجد طرف ما يقف وراء هذا العمل؟ أم أن نهاية الأبحاث ستكشف لنا كالمعتاد في مثل هذه الحوادث أن الرجل مختل عقليا وغير مسؤول عن عمله؟؟
المصدر:جريدة الصباح ظافر بالطيبي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire