samedi 17 mars 2012

الصباح:دولة القانون ودولة الفتاوى


زارنا هذه الأيام الداعية والنجم التلفزيوني الكبير عمرو خالد وقبله زارنا داعية آخر لا يقل عنه نجومية وهو وجدي غنيم الشهير بفتوى ختان البنات وقد يزورنا قريبا حسب أنباء متواترة الداعية السعودي محمد العريفي الذي عرف بفتوى تحريم جلوس الفتاة مع ابيها الا بحضور أمها!
وكل هذه الزيارات تتم بدعوة من «جمعيات خيرية» لا يعرف مصادر تمويلها ولا ظروف تكونها ونشأته
 كـ«جمعية بشائر الخير» و«اكاديمية دار الحديث» و«الفرقان لتعليم القرآن» والإبصار والدعوة الاسلامية اذ لا يجب أن يغيب عنا أن وزارة الشؤون الدينية تبرأت من وقوفها وراء هذه الدعوات والزيارات بل واكدت.. جهلها بها اصلا الا بعد حصولها وأن الدعاة النجوم يقفون وراء «بيزنس» كبير وان تكاليف سفرهم واقاماتهم تقدر بالملايين.
واذا تجاوزنا الجانب «المالي» للزيارات الذي يكتنفه الغموض الى جوانبها الاخرى المختلفة فانه لا يسع المرء الا ان يتساءل عن اهداف تواتر زيارات لأشخاص يساهمون في ادخالنا في متاهات بعيدة عن اهتمامات السواد الاعظم من شعبنا وعن ضرورات المرحلة الحالية لفترة ما بعد الثورة ويساهمون أيضا في الدعوة إلى العنف والتحريض على الكراهية فتعابير مثل «الكلاب المسعورة» و«اعداء الاسلام»  التي استعملها وجدي غنيم مثلا وما شابهما ليس من شأنها طبعا ان تخفف درجة الاحتقان في البلاد في هذا الظرف الذي نتحسس فيه طريقنا نحو ارساء قيم جديدة  ـ قديمة تتمثل في التسامح والقبول بالرأي الآخر والتعايش السلمي المقنن بين مختلف التيارات والافكار كما أنها تمثل تهديدا جديا لآفاق الاستثمار الداخلي والخارجي وللعودة المرجوة لقوافل السياح.
فالثورة التونسية لم تقم من أجل تطبيق الشريعة أو إنزال الحدود الشرعية بل قامت ضد الظلم والتهميش ومن أجل تقويض الدكتاتورية وبناء دولة مؤسسات تحترم القانون وحقوق الإنسان الأساسية وتحفظ المال العام وتحقق العدالة الاجتماعية أي في كلمة واحدة دولة قانون لا دولة فتاوى... دولة مؤسسات لا دولة خليفة أو مرشد عام.
الصباح

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire