dimanche 18 mars 2012

«بيتهوفن» يسبّب أزمة بين مورو والسلفيين !

تونس ـ (الشروق)
تحوّلت محاضرة دينية للشيخ عبد الفتاح مورو بمدينة القلعة الكبرى إلى «مناظرة حادّة» بينه وبين شباب محسوبين على التيار السلفي حاولوا مرارا قطع المحاضرة وكالوا له اتهامات ردّ عليها مورو لكنه لم ينجح في احتواء حالة الغليان داخل المسجد واضطرّ لقطع المحاضرة.

وقد  بدأت المحاضرة وسط أجواء متوترة لكن مورو حاول شدّ انتباه الناس إليه والتغافل عن حالة الغليان التي كانت خارج المسجد بسبب اعتراض عدد من الشبان المعروفين بانتمائهم إلى التيار السلفي حضور الشيخ بزعم أنّ «له مواقف غير مشرفة» و «ظهر في التلفزة وهو يغني لبيتهوفن كما حضر في منبر إعلامي وسُبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامه لكنه لم يحرّك ساكنا».

وحاول مورو تهدئة بعض الشبان الذين طلبوا منه مغادرة المكان لأنه «يثير فتنة» قائلا لهم «يا أبنائي أنا جئت لدعوة الخير ولم آت للفتنة» متسائلا «ما هو المنكر الذي ارتكبته؟ هل كفرت؟ هل خرجت عن الملّة؟لقد قمعني بن علي 20 عاما والآن يقمعني أبنائي ويقولون لي «إنك غير مرغوب فيك»؟

وتوجه مورو بعد ذلك إلى القبلة مردّدا «أقسم بالله العظيم (ثلاثا) إنّ صلاتي وصيامي وحجي وعباداتي باطلة إن كان هذا الذي تدّعونه صحيحا» ومضيفا «أُشهدكم أنّي لا أحمل في قلبي غيظا تجاه أحد» لكن ذلك لم يكف لتهدئة الأجواء وأمام حالة التشويش اضطرّ مورو لقطع المحاضرة التي نظمتها جمعية «تونس ثقافة وحرية» التي ينصّ قانونها الأساسي على إمكانية القيام بأنشطة داخل المساجد والتي تحمل رخصة لتنظيم هذه المحاضرة حسب ما أكّده مسؤولون في الجمعية لـ «الشروق».
من جانبه قال مورو لـ«الشروق» إنّ فكر هؤلاء الشبان (الذين اعترضوا على قدومه إلى المسجد لإلقاء المحاضرة) سطحي لأنهم لم يأخذوا الإسلام على أصوله، وما يقوّي سطحيتهم هو جهلهم، فهم لا يقرؤون ولا يُعملون الفكر ولا يقبلون من يُخالفهم الرأي بل يُكفّرونه لأنهم لا يرون غير فكرهم».

واعتبر مورو أنّ كثيرا من هؤلاء الشبان اليوم كانوا منحرفين وكانوا في السجون وهم يعتبرون أنّ التشدّد في الدين سيكفّر عنهم ما مضى من خطاياهم» مضيفا «نحن إزاء تيار يفتقر إلى العلم وقياداته لا تسيطر عليه وهذا التيار يُخطئ في عدم توخّي التدرّج في الدعوة».

وأكّد مورو أنّ هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع التونسي لسببين أوّلهما أنّ الأصول المعتمدة في ديننا ليست هي هذه الأصول، فنحن نعتمد السلف الصالح والإمام مالك كان من ألصق الناس بالسلف الصالح لأنه عاش في المدينة المنورة ونقل السيرة (الفعلية)عن أهل المدينة، وثانيهما أنّ طبع الشعب التونسي يأبى التطرّف والشعب التونسي على امتداد تاريخه لم يقبل المذاهب المُغالية في الدين».

وعلى هامش المحاضرة تدخّل عضو المجلس التأسيسي عن حركة «النهضة» كمال بن رمضان إنّ «الشيخ عبد الفتاح مورو قدّم نفسه نصيرا لكلمة الحق وما أحوجنا في هذه المرحلة أن نجتمع وإذا اختلفنا نستمع لبعضنا البعض».

وأضاف بن رمضان «لقد اختلف المسلمون قديما ولكن ما كان هذا سلوكهم عند الاختلاف... نحن جميعا نعمل من أجل رفع راية الإسلام خفاقة في هذا البلد وأنا أختلف مع الشيخ مورو في بعض المسائل لكنني أحبه ويحبني».

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire