dimanche 4 mars 2012

اتحاد شغل سوسة لا للإلتفاف على الثورة


«نظمنا هذه المسيرة ردا على الاعتداءات التي وقعت على مقرات الاتحادات الجهوية للشغل وردا على  تصريح  رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي الذي ذكر فيه أن الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة شارك الأعراف وبقايا «حزب التجمع الدستوري الديمقراطي» في المسيرة التي نظمها الاتحاد التونسي للشغل مؤخرا بتونس العاصمة» هكذا أطر السيد مصطفي مطاوع الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة المسيرة المنظمة يوم أمس بمدينة سوسة والتي تشهد لأول مرة حماية من طرف القوات الأمنية منذ بداية المسيرات بعد 14 جانفي بهذه المدينة.

شهدت هذه المسيرة حضور مكثف تجاوز الثلاثة آلاف شخص ضمّ حسب تصريح السيد مصطفى «النقابيين، حزب العمال الشيوعي، حزب الوطن، حزب الوحدة الشعبية والأحزاب القومية بكل أطيافها، جمعية المعطلين عن العمل، الفرع الجهوي لرابطة حقوق الانسان ومن كل المقربين من الاتحاد والحاملين لنفس شعاراته» كما لاحظنا وجود المئات من أصحاب المطالب الاجتماعية من الفئات الفقيرة ومن بعض المؤسسات وخاصة السياحية الذين استغلوا الموعد لمطالبة أعضاء الاتحاد بمطالبهم ولكن لاقوا صدا من البعض قائلين لهم «موش وقتوا» فانخرطوا بدورهم في المسيرة المنظمة.


هذه رسالة اتحاد سوسة لرئيسي الجمهورية والحكومة


 في نفس السياق ألقى السيد مصطفى كلمة من شرفة مقر الاتحاد أكد فيه عراقة الاتحاد و نضالاته التاريخية معددا المشاكل التي يعانيها المواطن التونسي مضيفا بالقول «عند الانتخابات لم نقل لهم أن الانتخابات مزوّرة بل شجعناهم وقلنا لهم اخدموا على رواحكم ربي يعينكم و أريد أن أقول للوزير الأول أن هنا في سوسة أحياء بدون كهرباء ولا ماء وأخرى تغرق في الماء عند نزول الأمطار اضافة الى الآلاف من المعطلين عن العمل، ويجب أن يعرف الوزير الأول أن هناك أناس يجوعون اليوم في سوسة اضافة الى التخلف المدقع الذي يسيطر على الأرياف بالجهة وهذه هي المشاكل التي يجب أن تنكب عليها الحكومة، كذلك أتوجه بالقول لرئيس الجمهورية ردّا على تصريحاته وكأنه لا يعيش في هذه البلاد فهو لا يعرف سوسة فهو ملازم لمنطقة القنطاوي ولم يزر الأحياء الشعيبة والمناطق الفقيرة»


خطاب مشحون


توجه كذلك الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بكلمة للحاضرين تميزت بشحنة حماسية كبيرة لم تخلو بدورها من ارساليات قائلا «نريد أن نذكّر لأن البعض فينا فعلا بحاجة الى أن نذكّره ولأن ما تشهده الساحة الوطنية من حالة احتقان وصراع مصطنع من أجل ارباك مسيرتنا الوطنية والتفاف على أهداف الثورة الحقيقية نريد أن نقول لهم بكلمة واثقة وواضحة وجريئة ان الاتحاد العام التونسي للشغل لن يسمح ولن يسكت على كل من تسوّل له نفسه الرخيصة والمريضة أن يمس ركنا من أركانه أو يشوهه بأي نوع من التصريحات» وأضاف بالقول  مصعدا بلهجة شديدة «الاتحادات المحلية و الجهوية هي التي أطرت واحتضنت وقادت وشاركت في الثورة فحسمت وكانت الفاصلة في اسقاط رأس نظام الاستبداد ولذلك نقول لهم ان هذه الجموع الشعبية والعمالية  وهذه القوى الديمقراطية لن تمكّن أي كان من الغربان التي تنعق وتطلق صيحاتها من الدوحة والرياض وأنقرة و واشنطن وباريس من أجل الالتفاف على أهداف الثورة هؤلاء الذين يريدون أن يتقمصوا دور الرعايا للثورات التي اجتاحت العديد من الأقطار».


شعارات تضامن مع بشار الأسد


بعد انهاء كلمته أعلن الأمين العام المساعد للاتحاد بانطلاق مسيرة سلمية رفعت فيها شعارات نادت باسقاط الحكومة والتضامن مع الرئيس السوري بشار الأسد ورفعت فيها الأعلام السورية كما نددت بحزب النهضة  وفي رد عن سؤال «الشروق» حول الانعكاسات السلبية التي قد تسببها هذه المسيرة على الأجواء الهادئة التي تعيشها ولاية سوسة أكد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة» هذه المسيرة هي رسالة الى الحكومة « مقرا في نفس الوقت «أن مقر الاتحاد في سوسة لم يتعرض الى أي اعتداء ولكن التضامن مع بقية المقرات يعتبر واجبا منا» على حد تصريحه.


مطالب اجتماعية أم سياسية ؟


التقت «الشروق» ببعض المحتجين خاصة من عمال القطاع السياحي الذين تواجدوا بكثرة للمطالبة بالمنحة التي حرموا منها على حد تصريحهم فيما تمتع بها آخرين وفق المحسوبية والعلاقات الشخصية كما اتهم بعض الحاضرين أن هذه المسيرة هي تحريض على اثارة البلبلة من بعض أحزاب المعارضة الذين غيروا من طريقة ممارساتهم السياسية باثارة الشغب حسب ما صرح به أحدهم لـ«الشروق» .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire